في حوار شامل مع محمد بوخمسين مدير كرة الصالات في النادي العربي، المستقيل من منصبه بعد خلافات بلغت ذروتها مع إدارة النادي حيال التزامها الصمت على الكثير من الأخطاء التي لم يكن مفترضاً بها اتخاذ موقف المتفرج عليها، ومنها عقوبة الإيقاف التي طالته ومنع على أثرها من دخول الصالة مع فريقه حتى نهاية الموسم الماضي، بالإضافة إلى مماطلة الإدارة في دعمها للعبة والمساهمة في صفقات المحترفين الذين تم التكفل بهم من قبل عدد من الشخصيات الاقتصادية الذين فوجؤوا بتجاهل الإدارة لما قدموه من دعم مادي ومعنوي وهو الأمر الذي أثار حفيظتهم وقد افرغ بوخمسين كل ما في جعبته في هذا اللقاء الذي أراد من خلاله إيصال الحقيقة كاملة إلى القراء. لماذا استقلت من إدارة لعبة كرة قدم الصالات؟ ــــ هناك أسباب كثيرة دفعتني إلى تقديم الاستقالة، وفي مقدمتها عدم تعاون إدارة النادي معي حتى اللحظة الأخيرة، وأقصد بذلك رئيس النادي جمال الكاظمي وأمين السر عبدالرزاق المضف نظراً لعدم التزامهما معي بالوعود التي قطعاها على نفسيهما ولم يفيا بها، ومن ضمن تلك الوعود تقديم مكافأة مالية قدرها 150 دينارا لكل لاعب في الفريق الذي حقق المركز الثالث في الدوري. وقمت بتقديم الطلب 3 مرات على اعتبار أن لاعبي الفريق غير مشمولين في الاحتراف الجزئي، ولم يتم عرض الطلب على الإدارة بل ظل حبيس الأدراج رغم أن أمين السر وعدني بصرف المكافآت. وفي الكتاب الأخير فوجئنا بتأشيره عليه بضرورة عرضه على الإدارة وهو ما لم يتحقق في أي من اجتماعاتهم فلم يكن أمامي خيار آخر أتخذه سوى الابتعاد عن النادي بسبب الإدارة التي تنتهي علاقتها مع النادي عند بوابة استاد صباح السالم! وما أبرز المشاكل التي عانيت منها؟ ــــ تلقى النادي ممثلا في أمين السر كتاباً من اتحاد كرة القدم يخطره بإيقافي حتى نهاية الموسم، وقام بتحويل الكتاب الآنف الذكر إلى اللجنة الرياضية التي قامت بإخطاري بفحوى العقوبة بعد مرور 3 أيام من وصوله، واجتمعت مع أمين السر وقمت بمناقشته في تفاصيل العقوبة، وطلب مني إمهاله 3 أيام ليتسنى له تقديم احتجاج إلى الاتحاد يطالبهم فيه برفع العقوبة وحل المشكلة بشكل نهائي، ومضى على تعهده لي أكثر من شهر دون أن أتلقى إجابة شافية أو حتى يرسل كتابا يستفسر فيه عن العقوبة وحيثياتها، وظلت العقوبة سارية المفعول حتى نهاية الموسم، والمفارقة الغريبة في الأمر هو الاختلاف ما بين اللجنة الانتقالية التي أدارت شؤون النادي والتي ترأسها الشيخ سلمان الحمود، فحينها وجدنا من يستمع لنا ويساعدنا على حل مشاكلنا. وقد قام أمين السر آنذاك مصطفى جمعة مشكوراً باتخاذ الإجراءات حيال شطب نتائج فريقنا ورفع اسم محترفنا أدريانو من كشوفات الفريق، وقام شخصياً بصياغة كتاب الاحتجاج وتبنى إثارة الموضوع إعلامياً، وذهب إلى أبعد من ذلك كثيراً من خلال متابعته المستمرة لأدق التفاصيل لنعيش حينها فترة ذهبية يصعب تكرارها في ظل الإدارة الحالية. وكيف تمكنتم من التعاقد مع محترفين رغم رفض الإدارة التكفل بهم؟ ــــ عرضنا الموضوع في بداية الأمر على رئيس النادي إلا أنه رفض التكفل بصفقات التعاقد واشترط للتوقيع معهم وجود شخصية تتحمل تكاليف الصفقة كاملة، واضطررنا الى اللجوء إلى بعض الشخصيات الاقتصادية المخضرمة والمحبة للنادي العربي، وطلبنا منها التكفل بصفقات التعاقد مع محترفين للفريق، وتحقق لنا ذلك وقمنا بتوفير رواتب 7 أشهر من أصل 9 بالإضافة إلى السكن والسيارة وتذاكر السفر، ومع نهاية الموسم طلب رئيس النادي من المحترفين ضرورة البقاء في البلاد حتى شهر مايو الماضي للاجتماع بهم بهدف تجديد عقودهم، إلا أن شيئاً لم يحدث حيال الأمر، فقام أحدهم بالتعاقد مع أحد الأندية الإيطالية، والآخر تتم مفاوضته من قبل أحد الأندية المحلية، وقد أوشك على التوقيع له، وما حدث يعتبر من الأخطاء الفادحة التي ارتكبت في حق الفريق الذي كان يعيش جوا من الانسجام والتجانس ما بين اللاعبين المحليين والمحترفين الذين فضلوا البحث عن عرض أكثر جدية. وهل تمكنتم من جمع مبالغ مالية كافية؟ ــــ الموسم الماضي تمكنا من جمع مبلغ 47 ألف دينار من قبل شخصيات اقتصادية أبدت استعدادها لدعم أي من فرق النادي المتميزة والتكفل بجزء من صفقات المحترفين، وكان لزاماً على إدارة النادي المبادرة بإرسال كتاب شكر أو حتى الاتصال بالمتبرعين وشكرهم على الدعم إلا أن ذلك لم يحدث، وهو الأمر الذي وضعنا في حرج شديد وأدى إلى استبعاد فكرة مخاطبة الشخصيات الاقتصادية نظراً لعدم وجود أي تجاوب من الإدارة مع ما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي. وكيف تُقيم وضع النادي في ظل الإدارة الحالية؟ ــــ منذ أن تسلم الرئيس الحالي جمال الكاظمي زمام الأمور في النادي والوضع يزداد سوءاً في كل عام عن الاعوام التي تسبقها، وحتى المبالغ المالية التي يتحدثون عنها لم تجلب للنادي أي شيء بدليل وجود عجز سنوي في ميزانية النادي والسبب يكمن في توظيف أعداد كبيرة وتسلمهم رواتب شهرية دون أن يكون لهم دور حقيقي، وكل ذلك يحدث لأهداف انتخابية معروفة وواضحة للعيان، وهذا يدل على وجود مشاكل في التخطيط والإدارة والاختيار العشوائي المبني على أساس المصالح الانتخابية في تعيين أجهزة إدارية وفنية، وهم لا يتمتعون بالخبرة الكافية لشغل تلك الأماكن، وأن أفكار الرئيس جمال الكاظمي جلبت التقهقر للنادي الذي يعد من أكثر الأندية المحلية تضرراً من المشاكل المالية رغم أن الرئيس مقتدر، وكل ذلك بسبب سوء التدبير والتخطيط والاعتماد على ميزانية الهيئة فقط دون أن يكون هناك تحرك حقيقي لتحريك ملف الاستثمار أسوة ببعض الأندية المحلية، والسؤال المحير هو أين دور الإدارة في تسويقها لاسم النادي لدى الشركات واستقطابها لرعاية الفرق التي هُضم حقها بسبب تهميشها وعدم الاهتمام بها أسوة بلعبة كرة القدم التي اتخذت منها الإدارة واجهة رئيسية متناسية أن النادي العربي ليس فقط كرة قدم. إذاً المشكلة تكمن في رئيس النادي؟ ــــ نختلف مع شخص رئيس النادي في وجهات النظر ويبقى له احترامه وتقديره، لكن المتابع لوضع النادي العام ورفض الرئيس التكفل بصفقات المحترفين لباقي الألعاب يكشف للجميع أن المهم في نهاية المطاف هو لعبة كرة القدم، أما سواها من الألعاب فلا قيمة له، بدليل أن أيا من الألعاب لم يتم التعاقد مع محترفين والمطلوب منه إما أن يتحمل المسؤولية كاملة واما ان يتنحى ويترك المجال لمن هو أكثر قدرة وكفاءة منه لإنقاذ النادي العربي من الغرق. هل تعني أن مشكلة النادي العربي مالية؟ ــــ النادي ليس بحاجة إلى المال فقط، بل هو بحاجة إلى تغيير النهج الإداري بدلالة أن رئيس النادي أكد في كثير من تصريحاته أنه تكفل بدفع مبالغ مالية كبيرة، ومع ذلك لم يجن من ورائها شيئاً وهذا يدل على سوء الإدارة، وفي الوقت الراهن النادي بحاجة إلى كفاءات شبابية وليس «مليونيرية». إذاً أنت ترى أن هناك أخطاء في تطبيق الأفكار؟ ــــ للإدارة الحالية أخطاء إدارية وفنية لا تغتفر، وعلى سبيل المثال لا الحصر فريق كرة القدم الذي تم تشتيت لاعبيه والاستعانة بلاعبين محليين بدلاء عن أبناء النادي الذين تدرجوا في المراحل السنية وحرموا من تمثيل ناديهم، كذلك الحال مع فريق كرة الطائرة الذي يضم نخبة من أفضل اللاعبين محلياً، ومعظمهم في صفوف منتخب الطائرة، كان معرضا للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، وفريق كرة السلة ليس ببعيد عن الواقع المرير وما يعانيه من ويلات بسبب عدم الاهتمام أو الرعاية من الجانب الإداري، كل ذلك ينم عن عدم رغبة الإدارة في رسم خطة واضحة وبعيدة الأمد لتطوير النادي والنهوض بفرقه، بل هم يفضلون الاعتماد على الحلول المؤقتة. هل تعني أن الإدارة تهتم فقط بلعبة كرة القدم؟ ــــ هذا ما هو واضح ومعلوم لدى العموم، بدليل أن الإدارة قامت بالموافقة على تأجير صالتي النادي لشركات خاصة لعرض مسرحيات العيد فيها، ابتداء من 25 أغسطس وحتى 5 سبتمبر، من دون أن توفر صالات تدريب بديلة لتعرقل الألعاب الجماعية في تدريباتها اليومية التي تستعد للموسم الجديد، وبذلك وضعتهم في مأزق حقيقي نظراً لضيق الوقت على انطلاقة الموسم وعدم وجود صالات بديلة، بعد أن انصب تفكير الإدارة في الربح المادي على حساب نتائج فرقها. لماذا حمّلت مسؤولية دمار النادي للرئيس وأمين السر وتركت بقية الأعضاء؟ ــــ ما هو معلوم أن الرئيس جمال الكاظمي وأمين السر عبدالرزاق المضف هما من يقومان بإدارة وتسيير شؤون النادي وفق ما يرونه صحيحا، متجاهلين البقية وقد برز على السطح الخلاف الحاد ما بين أعضاء الإدارة، ولم يعد الأمر خافياً على أحد، وأرى أن الرئيس لا يباشر مهام عمله بالشكل الصحيح، كذلك هو غير متفرغ لأداء عمله الذي يتطلب منه أن يكون موجوداً على أرض الحدث، أما أمين السر فلم يؤد مهامه بالشكل الصحيح إذ لم يكن قادراً على حل مشاكل النادي والشواهد على ذلك كثيرة، وإذا أردنا سردها فهي بحاجة إلى وقت طويل.
|