اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الأربعاء 19 سبتمبر 2007 09:00 مساءً,

 

كتب :     

المشاهدات : 783

 
   

عدنان يوسف : حظي القائد الفرنسي نابليون بونابرت باحترام جميع اعدائه رغم انه حكم اوروبا بأسرها تقريبا ولم يترك مكانا فيها الا وقاد فيه معركة حربية، وكان يتسم بالاخلاص لوطنه والبراعة في قيادة الجيوش والذكاء الحاد في التفكير والحكمة في عباراته .
وقال بونابرت ذات مرة : «هناك قوتان في العالم الروح والسيف، وعلى المدى الطويل يخسر السيف دائما امام الروح». يغلب طابع العنف والعداوة على اللقاءات العربية خصوصا عندما تشد فرق المشرق العربي رحالها الى شقيقاتها في المغرب العربي، وتزداد رغبة جماهير الفرق العربية في الفوز عندما يتعلق الامر بلقاء مع فريق «شقيق» غير ان الرغبة في الفوز تتناقص عندما يلعب الفريق العربي مع منافس من خارج الوطن العربي وربما تكون تلك نظرية لا ترقى لدرجة «المسلمة» لكنها محسوسة وملموسة في اماكن متفرقة من الوطن الكبير. رحل العربي بهدوء الى الجزائر، وربما كان لنتائجه السيئة في البطولة الخليجية التي استضاف منافساتها في اواخر اغسطس وبداية سبتمبر ودخول شهر رمضان دور في تلك المغادرة الهادئة، لكن رحلة الاياب كانت صاخبة لان الاخضر جاء محملا بانتصار ثمين من مدينة وهران الجزائرية لينسى الوفد تعب ومشقة رحلة الذهاب. ويبدو ان الحديث عن بلوغ العربي الدور الثاني من دوري ابطال العرب سيكون سابقا لاوانه الا ان من المنطق الحديث عن فريق قدم مباراة كبيرة، وتحمل دفاعه فيها عبء الضغط المتواصل، وذاد عن المرمى بفدائية واستبسل طوال المباراة في ابعاد الخطر قبل وصوله الحارس يوسف الثويني. ولجمهور العربي ان يطمح بالمزيد من الفريق اذا واصل حسين الغريب وعلي مقصيد ومساعد عبدالله واحمد عبدالغفور وفهد فرحان اداءهم البطولي وتابعوا تركيزهم امام هجوم المنافسين اذ قدموا جميعا عرضا رائعا، لان المتابع ادرك ان العربي عانى في المواسم الاخيرة من ضعف دفاعه، وتماسكه يعني ان المنافسين سيخشون الفريق الشاب الجريء هذا الموسم . ليس من العدل الحكم على فريق من مباراة واحدة لكن الموضوعية تحتم تقديم التحية للفريق الذي انتزع تصفيق الجمهور الجزائري المغرم بالساحرة المستديرة لانه شاهد فريقا مقاتلا يمتلك العزيمة والتصميم . وحاز المهاجم الموهوب خالد خلف على الحيز الاكبر من الاعجاب وخرج على غير العادة وسط التصفيق رغم اننا شاهدنا سابقا كيف يخرج اللاعب من الفريق الضيف من الملاعب الجزائرية تحت وابل من المقذوفات، ثم لوحظ على الفريق الجزائري التزامه وروحه الرياضية واعتذار لاعبيه عند تعرض احد لاعبي الاخضر للاصابة. المباراة كانت فرصة ليثبت السوري فراس الخطيب انه احد افضل لاعبي الوطن العربي رغم انه لم يسجل لكنه ظل وافر النشاط وازعج دفاع المولودية طولا وعرضا كما كانت المباراة فرصة كبيرة للاعب نواف الشويع لاثبات نفسه وجدارته في الحصول على مكان اساسي في الفريق ويدين العرباوية بالكثير للكابتن خالد عبدالقدوس لقيادته الفريق بحنكة طوال فترات اللقاء. النتيجة الايجابية للاخضر كانت طبيعية لان الفريق تسلح بالروح التي تميزه دائما فالفريق هو الاكثر تحقيقا للبطولات في الكويت رغم ان القلعة الخضراء لم تتميز بالمهارة وحدها بل كان للاداء القتالي والروح والتصميم الدور الاكبر في تلك الانجازات. الاخضر انتزع الاعجاب من اهل وهران لان الروح التي ظهر عليها هزمت الارض والجمهور والفريق وستهزم على المدى الطويل السيف ايضا. ويصل وفد الفريق الى البلاد اليوم الخميس بعد ان تأخرت عودته بسبب عدم توافر حجوزات خلال اليومين الماضيين. النهار
 



التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد