وفي العام 1966 قرر ان يتجه إلى اللعب في نادي الكويت الذي تدرب فيه لمدة أسبوعين بمعية شقيقه الشيخ بندر الجابر وصديقه سلطان جوهر قبل ان ينتقل إلى صفوف النادي العربي بتشجيع ودعم من عمه الشيخ مشعل الأحمد الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، وبعدها انطلق إلى عالم النجومية ليكون أحد أفضل المهاجمين في نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، واضطر الى اعتزال الملاعب مبكرا بسبب كثرة الإصابات التي تعرض لها وقصر فترة العلاج والتأهيل التي لم يكن يلتزم بها ويصر على العودة إلى الملاعب قبل تماثله للشفاء.

وقد شكل الشيخ نايف جابر الأحمد خطورة بالغة على مرمى الفرق المنافسة للنادي العربي بمعية رفاق دربه طه بصري وعلي الملا وحسن ناصر وعبدالرحمن الدولة الذين لم يكن اللعب أمامهم بالأمر السهل، وقد أطلق عليه في ذلك الوقت من قبل النقاد الصحافيين لقب «الغزال» نظرا لسرعته في الملعب، كما أمتاز بالتسديدات القوية وكرات الرأس الخطرة ومراوغته وسرعة تحركاته وتمركزه في مواقع مؤثرة.

الشيخ نايف جابر الأحمد له إنجازات مهمة وبارزة مع النادي العربي الذي كان جزءا مهما في حياته وسيرته وإنجازاته وخاصة خلال العام 1982، عندما نجح في تحقيق الثلاثية التاريخية التي بدأها بتحقيق لقب الدوري وتبعها بحصد بطولة كأس الأمير وختمها بحصول الأخضر على بطولة الخليج للأندية.

والحديث عن شخص الشيخ نايف جابر الأحمد يقودنا إلى تذكر موقف لا يمكن أن ننساه عندما ترشح لانتخابات النادي العربي، وخسرها في ذات الوقت الذي كان فيه والده أميرا للبلاد في دلالة واضحة وصريحة على الديموقراطية التي تنعم بها البلاد منذ سنوات طويلة، وقد تقبل الخسارة برحابة صدر وظل داعما للنادي من خلف الكواليس.

الحشاش: لا أنسى مواقفه

قال نجم منتخبنا الوطني والنادي العربي السابق سامي الحشاش انه تفاجأ بوفاة الشيخ نايف جابر الأحمد أحد رجالات النادي العربي واللاعب الرئيسي فيه، والذي قدم الكثير لهذا الصرح الكبير، مشيرا إلى أنه تلقى الخبر بصعوبة لأن الشيخ نايف كان عزيزا على قلوب كل من يعرفه.

وأشار الحشاش الى انه لم يلعب مع الشيخ نايف جابر الأحمد رحمه الله لكنه كان أحد اللاعبين خلال فترة ترأسه للنادي العربي في الثمانينيات وحقق معه الثلاثية الشهيرة كأس الخليج للأندية والدوري العام وكأس سمو الأمير، مشيرا إلى أن الراحل كان مثالا يحتذى فيه بالتعامل مع الآخرين سواء كان داخل النادي أو خارجه، لافتا إلى أنه كان محبا للعربي ودائما يكون في الواجهة عندما يتعرض الأخضر للظلم لكنه ابتعد في الفترة الأخيرة عن الرياضة بسبب المشاكل التي حدثت مؤخرا.

وبين الحشاش انه لن ينسى مواقف الراحل الكثيرة معه ومع باقي اللاعبين والتي كان من بينها إبان فترة الغزو العراقي الغاشم، حيث كان لاعبو الأخضر متواجدين في ألمانيا وكان حريصا على التواجد معهم كل يوم وحريص على توفير طلباتهم والشد من أرزهم، مشيرا إلى ان الراحل شخصية محبة للعربي بشكل خاص والرياضة الكويتية بشكل عام ومن الصعب أن تتكرر في هذه الأيام.

حافظ: كان متواضعاً

من جهته، قال حارس العربي السابق عبدالنبي حافظ انه كان احد اللاعبين الذين لعبوا مع الراحل في المراحل السنية للعربي وتحديدا في سن تحت 18 سنة إلا أن مهارة الشيخ نايف جابر الأحمد الهجومية أهلته للعب مع الفريق الأول بصورة سريعة وتألق كثيرا وسجل العديد من الأهداف، لكن كثرة الإصابات وتكراراها جعلته يعتزل اللعب مبكرا ، لكنه مثلما كان هدافا في الملعب ومهاجما فذا كان قائدا مميزا عندما ترأس النادي العربي وحقق معه العديد من البطولات رغم قصر الفترة التي تولى فيها رئاسة النادي.



وبين حافظ انه كان متواضعا جدا ولم يظهر للآخرين أنه من الأسرة الحاكمة بل كان يريد من الجميع ان يعامله كلاعب فقط، مشيرا إلى أن الراحل كان ذو أخلاق عالية داخل وخارج الملعب.

نفاع: فقدت أخي الكبير

من جانبه، قال لاعب العربي السابق فرج نفاع أنه فقــد أخــيه الكبير، حيث كانت تربطه علاقة أسرية مع الراحل منذ صغره، مشـيرا إلى أن الشيخ نايف جابر الأحمد، رحمـه اللـه، ومرزوق سعيد كانـا السبب الرئيسي في لعبه للــعربي، حيــث كــانـا يهتمان فيه ويقدمان له النصح.

وبـين نفاع انه لن ينسى اللفتة الطبية التي قام فيها الــراحل من أجله بعد أن كان يلعب في فريق تحت 20 وتعرض لإصابة في الـركبـة وكــاد أن يتوقف عن اللـعب بسببها لكن الراحل أصــر علـى معـالجتي وكــان يحرص بصفة يومية أن أذهب إلى المستشفى للعلاج، حيث كـان يـرسـل سـائقه إليه ليقله إلـى المستشفى ويوصله إلى البيت مرة أخرى.

وأضـاف نفـاع ان المرحوم كــان صـاحب يـد بيضـاء على الجميــع سـواء فــي الــريـاضة أو خارجها، مشيرا إلى أنه كان محبوبا من الجميع وخير دليل الحضور الكبير الذي جاء لتشييعه عصر أمس.