اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الاثنين 29 نوفمبر 2010 09:47 مساءً


صالح محمد الملا


بداية يجب ان اعترف بأنني نادرا ما ألجأ للكتابة الصحفية، بل ولست من عشاقها للأسف الشديد، لكننا احيانا نضطر للكتابة لكونها من اكثر الوسائل وضوحا لإيصال الرسالة المرجوة من دون تحريف او تزييف، في زمن ندرت فيه امانة النقل، وكثر فيه محترفوا تحريف الكلام وإشعال الفتن من المتمصلحين والمرتزقة ومن لف لفهم.
ولا يختلف اثنان حول النادي العربي الرياضي يمر بمرحلة هي من أسوأ المراحل في تاريخه، بل أكاد اجزم بأن الاخوة الاعزاء رئيس واعضاء مجلس إدارة النادي يتمنون، كما نتمنى نحن أن تكون هذه المرحلة مجرد كابوس نصحو منه لنكتشف بأن الحقيقة شيء آخر!.. لكن، وللأسف الشديد، إنه الواقع المر الذي نعيشه ونتجرع علقمه.. في وضع كهذا لا بد لنا من مخاطبة من هم في سدة القيادة، ومن تصدوا لهذه المهمة وعاهدوا اعضاء الجمعية العمومية بأن يتحملوا امانة إدارة هذه القلعة العريقة وزيادة رصيدها من الانجازات !!.. ولان المثل الشائع يقول 'العتب على قدر المحبة' ولأن حبنا للنادي العربي أولا وللأخ جمال الكاظمي وباقي الإخوة أعضاء مجلس الإدارة كبير وقوي!. لذلك سيكون نقدنا وعتابنا بحجم ذلك الحب السرمدي!.. بل اكبر حجما واشد عنفا!
اين نحن الآن وإلى اين سائرون؟ هذا السؤال اللغز يتبادر إلى ذهن كل محب لهذا النادي الكبير في ظل تدهور المستوى الفني والإداري وتردي نتائج الفرق لاسيما فريقي كرة القدم والطائرة.. سأرجع بالذاكرة الى الوراء قليلا، وتحديدا عند بداية تاريخي المتواضع في العمل الإداري اي ما قبل ست سنوات ونصف، فقد تشرفت بدخول مجلس إدارة النادي العربي مع بداية تسلم الأخ جمال الكاظمي الرئاسة عام ،2000 في حينها كان النادي يتمتع بمستوى ثابت ونتائج مستقرة وأوضاع خصبة قابلة للتطور والنمو، وبفضل قيادة الأخ الكبير إبراهيم شهاب رئيس النادي السابق وباقي زملائه ممن سبقونا في مجلس الإدارة، وللأمانة فقد استطعنا وقتها تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف الألعاب توجناها ببطولة ابطال الدوري لدول مجلس التعاون الخليجي بقيادة الأخ جمال الكاظمي رغم انه كان (سنة أولى رئاسة!) بفضل تفاهم الاعضاء وتجانسهم وخليط الخبرة كالمخضرمين 'عبدالرحمن الدوله وعبدالرزاق معرفي' وباقي الإخوة الكبار، وعنصر الشباب (كالأخ العزيز سمير سعيد وصباح عبدالله وكاتب هذه السطور).
وبعد فترة نجاح متميزة ومستقرة لثلاث سنوات جاءت البداية الكارثية عام، 2003 وتحديدا عندما تدخلت بعض الاطراف لفرض بعض الاسماء على الأخ جمال الكاظمي لخوض الانتخابات ضمن قائمته، وعلى الرغم من رفضنا الشديد ورفض الأخ جمال في حينها لهذا التدخل وهذا المزيج غير المتجانس، فإن الكارثة ابت إلا ان تحل، منذرة بسنوات عجاف قاحلة سببها مجلس (رغم حبي واحترامي لأعضائه) افتقد الترابط وروح المبادرة وطغت عليه الشخصانية وازدادت فيه التخبطات الإدارية بل وبيعت فيه المبادئ التي تربينا عليها وآمنا بها، مما اضطرني لتقديم استقالتي وإصراري عليها قبل انقضاء مدة العضوية بأكثر من سنة، لعدم تحملي هذا التخبط ولعدم نجاح محاولاتي في إصلاح ما يمكن إصلاحه، ذلك المجلس استحق وبجدارة لقب 'المجلس الأسوأ في تاريخ النادي العربي!'.
وبعد فترة السنوات الثلاث المظلمة من البديهي ان يحاول المرء ان يتعلم من اخطائه، فالطفل غير المدرك يتعلم بالتجربة والخطأ! فما بالك بنا نحن الناضجين؟!.. هل تعلمنا الدرس؟!.. للأسف الشديد بعضنا لم يتعلم!.. فقد ظلت المجاملة لدى البعض والتسلط والمحسوبية لدى البعض الآخر هي سيدة الموقف خلال تشكيل القائمة التي خاضت الانتخابات السابقة منتصف هذا العام، والتي حاولنا بل وناضلنا من اجل عدم تشكيلها بهذه الصورة. وكانت النتيجة ان حوربنا وتجنى علينا البعض لأننا اردنا قائمة إنقاذ.. قائمة برئاسة الكاظمي تضم الخبرة على رأسهم عميد أمناء سر الأندية وعراب النادي العربي العم عبدالرحمن الدوله كأمين للسر، ودماء جديدة شابة قادرة على العطاء المادي والمعنوي يمثل الإخوة الاعزاء (عباس معرفي، فؤاد المزيدي، حسين غانم، ياسر أبل، رائد الزعابي، اسامة حسين.. وآخرين) من ابناء النادي ممن لا يبتغون من وراء خدمته مصالح أو بروزا إعلاميا كما يفعل البعض، قائمة الإصلاح هذه - إن جاز لنا التعبير - حوربت من البعض بأساليب ووسائل لهم نألفها وبعيدة كل البعد عن اخلاقيات أبناء القلعة الخضراء!.. لذا آثرنا الانسحاب بهدوء تاركين الساحة للإخوة في القائمة الأخرى رغم قناعتنا بعدم اهليتها لقيادة هذا النادي العريق، لكننا حاولنا إشعال شمعة في ظلمة هذه المرحلة الحالكة السواد، لعل وعسى ان يصلح الإخوة ما بأنفسهم كي يصلحوا الأوضاع المتردية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه! لكن الشمعة التي اشعلناها انطفأت بمجرد ان بدأ المجلس الجديد أعماله!.. قرارات إدارية غير مدروسة وتعيينات وظيفية فاقت حدود المجاملة الانتخابية المتعارف عليها رغم ضعف الموازنة وشح الموارد! وجلب مدربين بشكل عشوائي لا يتناسب حجمهم المتواضع وحجم النادي العربي وطموحاته، وعزوف جماهيري غير مسبوق في تاريخ النادي العربي بسبب التصرفات العدائية غيرالمدروسة من بعض الاعضاء، والتي لا تليق بمكانة رئيس واعضاء ناد كبير كالنادي العربي تجاه جماهير النادي الوفية!.. تخبط وتغير في الأجهزة الفنية وإهمال لاعبي النادي للتمارين وهبوط معنويات اللاعبين بسبب الضعف في الجانب الإداري.

رسالة اخيرة الى الاخ العزيز جمال الكاظمي:
تعلم قبل غيرك مدى تقديري وحبي لشخصك الكريم، وبأنني قضيت سنوات وانا من اشد من آزرك وساندك في احلك الازمات التي واجهناها معا، لإيماني بانك تعشق النادي العربي بلا حدود كما نعشقه، ولا اشكك في حسن نواياك تجاه بيتنا الثاني النادي العربي.. لكن ألست معي في ان المؤسسات الكبرى لا تدار بالعشق والهيام؟! وفي أن الازمات لا تحل بالبركة والنوايا الحسنة؟!
اخي جمال، وانا اخط هذه السطور، رجعت الى الوراء لمشهد ادهشني وحفر في ذاكرتي، اردت ان تتذكره معي عندما كنت بجانبك على المنصة الرئيسية في مباراة لكرة القدم جمعت فريقنا وفريق نادي القادسية الرياضي، وانتهت تلك المباراة لمصلحتنا بالطبع.. هذه ليست المفاجأة (في تلك الايام الخوالي على الاقل!) بل عندما هتفت الجماهير بأسمك وهنا كانت المفاجأة والدهشة ولم تكن جماهيرنا بل كانت جماهير نادي القادسية! التي طالبتك بأن تتسلم دفة ادارة ناديهم! ما الذي حصل الآن؟! ماذا فعلت بك جماهيرك (تصرف لا نقبله بالتأكيد) وليست جماهير ناد اخر؟! ما الفرق بين الموقفين اين كنت، واين وصلت؟!
عزيزي جمال.. الجماهير لا تجامل، ولا تعرف المصالح والوصولية كما يفعل البعض 'عندك وحواليك' هل ستكسب حب الجماهير بهذا الاداء الهزيل؟! ام عندما تصفهم بالصبيانية والدخلاء وتدعوهم ان يشربوا ماء البحر!
ارجو ان لا تقول ان السبب هو الحرب التي يشنها البعض عليك! فعندما كنت في القمة وكنا معك كانت هناك حروب ومؤامرات تحاك ضدنا من اشخاص استطاعوا ان يسطوا ويستحوذوا على معظم الاندية الا قلعتنا المحصنة بسور من الجماهير الوفيه التي التفت حولنا وحولك للحفاظ على قلعتنا من الدخلاء الحقيقيين، فاحذر الان فقد انهار السور وانت السبب!

اخي العزيز جمال...
اين رجالات النادي.. اين سندك وعضدك وعزوتك عند المحن والازمات؟! اين العم الشيخ سلمان الحمود.. اين العم خليفة الرومي.. اين العم جاسم السبتي.. اين العم جبر الجلاهمة والعمام محمد الخطيب وصقر السودان وعبدالعزيز الرومي.. اين واين؟! لقد أساء لك البعض فخسرتهم، نعم منحت الفرصة لهذا البعض ان يتطاول على الرموز بقلمه الرديء ومقالاته التي يعجز اكبر المصححين اللغويين عن 'ترقيعها' وان يتحدث باسمك واسم مجلس الادارة، ويتجرأ بالإساة الى عمالقة كبار كالعم عبدالرحمن الدوله والعم جاسم السبتي ونفر من المخلصين الشرفاء، وانت شخصيا تعلم علم اليقين ان امثال هؤلاء الاقزام من المتلونين وضاربي الدفوف هم من اوصلونا الى ما نحن عليه الان من تمزق وتشرذم كانت نتائجه وخيمة على الجميع.

اخي جمال...
كنت ولا أزال اعتبرك اخي الكبير، لذا تقبل نصحي الخالص من الاهواء والمصالح.. فكر قليلا يا بوطلال.. اعد حساباتك... رمم جسور الاحترام والحب بينك وبين رجالات النادي الكبار.. فهم سندك وعضدك في الملمات... اعد روح الثقة والألفة بينك وبين جماهيرك بالعمل الجاد الخالي من المجاملات فأنت رئيس النادي العربي!... يجب ان تكون ابا للجميع تحتوي كل الاطياف بين ذراعيك.. لا تختلق العداوات.. فأنت اكبر من ذلك! فالكل يتربص بنا .. واترك دعاوى المتزلفين واصحاب المصالح فهم، والله، اول من سيدير ظهره لك عندما تترك كرسي الرئاسة كما فعلوا مع غيرك! مازال في الوقت متسع.. ارجوك افعل وافعل وافعل قبل ان نردد جميعا: ما اطولك يا ليل العربي! كما رددها ولا يزال غيرنا في اندية اخرى. لكن تأكد يا عزيزي ان لم تفعل فهذا الوضع لن نقبله ايا كانت معزتك لان النادي العربي اعز وأغلى.



نشرت هذه المقالة في صحيفة القبس على جزئين في تاريخ 11/12/2006 و 12/12/2006




التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد